كيف تم فتح الأندلس
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة عن فتح الأندلس:
يعد فتح الاندلس "أو شبه الجزيرة الأيبرية "حدث تاريخي في التاريخ الأسلامي لذلك يجب ان نعرف هذه الاحداث العظيمة ونكون على علم بكل تفاصيلها الكثيرة التي تبين لنا مدى عظمة الاسلام والمسلمين وقوتهم وحرصهم علي نشر الأسلام والدفاع عنه وعن المسلمين فى كل وقت .....
تاريخ فتح الأندلس:-تم فتح الأندلس في عام 92 ه /711م وذلك في عهد الدولة الاموية والخليفة الأموي عبدالملك بن مروان وبإشراف من والي أفريقية موسى بن النصير وتحت قيادة قائد الجيش القائد طارق بن زياد قائد فتح الأندلس,,,,
من هو طارق بن زياد قائد فتح الأندلس :-
من هو طارق بن زياد أصله ومولده ونشأته:
اولا لنتعرف على قائد هذا الفتح العظيم القائد طارق بن زياد:-
هو طارق بن زياد بن عبدالله الليثى وهناك اختلافات كثيرة حول أصوله أهو عربى الأصل أو بربرى أفريقي ولكن لنتفق على أنه قائد اسلامى وقائد فتح عظيم سمى على اسمه جبل الطار ق الموجود فى اسبانيا حتى يومنا هذا الذي يدل على ما كنا عليه قبل الذله والهوان الذى نحن عليه الأن
ولد عام 50 ه فى قبيلة تسمي نفزة التى كانت تعيش فى الريف المغربى والجبال قريبة من مدينة طنجة فى بلاد المغرب الافريقى ونشأ بها .
إسلام طارق بن زياد وقيادته الجيش الأسلامى فى المغرب الأقصى:
أسلم طارق على يد والى أفريقية القائد موسى بن النصير الذى قام بفتح بلاد المغرب العربى ومنها القبائل البربرية وبعد فتح هذه البلاد تم تعليمهم القرآن الكريم وتعاليم الدين الأسلامى فحفظ طارق القرآن وتعلم تعاليم الدين الأسلامى واللغة العربية وبعد ذلك إنضم الى الجيش الأسلامى فى بقية فتوحاته فأظهر براعة فى الحرب وقوة فى القتال ومقدرة على القيادة مما لفت نظر القائد موسى بن النصير له فجعله قائدا على مقدمة الجيش فى بقية الفتوحات فى بلاد المغرب فتوالت فتوحاته فى هذه البلاد وقام بفتح مدينة بعد الأخرى حتى امتد النفوذ الأسلامى الى معظم بلاد المغرب ووصل الى مدينة سبتة التى كانت تابعة لحكم اسبانيا(القوط) و كان يحكمها حاكم قوطى اسمه يوليان (الذى سيكون له دور فى فتح الأندلس بعد ذلك) وكانت محصنة تحصينا جيدا وموقعها على البحروالقريب من بلاد القوط(اسبانيا) جعل الامدادات تصل لها بسهوله من اسبانيا مما جعل فتحها صعبا فحاصرها الجيش الاسلامى وكانت مدينة طنجة قريبة من سبتة فعين طارق بن زياد واليا على طنجة حتى يستطيع مراقبة مدينة سبتة المحاصرة ..
أسباب فتح المسلمين لبلاد الأندلس
مقدمات الفتح:
كانت أعين المسلمين تتجه الى المزيد من الفتوحات وتريد نشر الاسلام فى بلاد جديدة وكانت بلاد اوروبا هى أفضل الأتجهات التى يجب على المسلمين التوجه لفتحها لما كانت تتمتع به من قوة تشكل خطرا على المسلمين ولأن بها الكثير من الغنائم التى سوف تعود على المسلمين بالنفع فى حروبهم وكان فى نفس طارق بن زياد بعد ان أتم فتح معظم بلاد المغرب الكثير من الطموح لفتح بلاد ما وراء البحر (أسبانيا ) وكذلك كان يتطلع الى ذلك القائد موسى بن النصير
ما أهمية يوليان والى سبتة فى الفتح الأسلامى لأسبانيا:
كان من عادات أشراف القوط إرسال ابنائهم وبناتهم للتعلم فى القصر الملكى فى اسبانيا وكان يليان والى سبتة قد أرسل أبنته "فلوريندا" تتعلم فى القصر الملكى فى طليطلة ويقال ان لوذريق قام باغتصابها مما جعل يوليان يريد الانتقام منه أشد الأنتقام وقال"لا أرى له عقوبة ولا مكافأة إلا أن أدخل عليه العرب" كما ان يوليان كان على علاقة طيبة مع غيطشة حاكم اسبانيا(شبه الجزيرة الأيبرية) الأسبق وكذلك بأولاده بعده الذين كانوا يريدون التحالف معه للتخلص من لوذريق ولما رأى يوليان قوة المسلمين وسيطرتهم على بلاد المغرب وإخضاعها لهم ومحاصرتهم لمدينته سبته رأى انه من الأفضل له التحالف مع المسلمين للتخلص من لوذريق والأنتقام منه فأرسل إلى طارق بن زياد فى طنجة يعرض عليه مساعدته فى غزو الأندلس فأرسل طارق بن زياد إلى موسى بن النصير يعرض عليه الأمر فوافق على الفور ولأن الأمر عظيم فكان يجب أن يتم الرجوع إلى الخليفة الوليد بن عبدالملك لاستشارته فى الأمر فكان من رأى الخليفة ألا يتم الوثوق فى كلام الحاكم القوطى يوليان وأمر بأن يتم إرسال كتيبة للإستطلاع فجهز موسى بن النصير حملة طريف بن مالك لذلك.
حملة طريف بن مالك:
كانت أول حملة إسلامية إلى شبه الجزيرة الأيبرية وكانت أول مجموعة إسلامية تنزل إلى أرض الأندلس وكانت هذه الحملة تتكون من أربعمائة جندى ومأئة فارس بقيادة طريف بن مالك وكانت مهمتها استطلاعية للأرضى الأسبانية ومعرفة قوة المقاومة والتأكد من مدي صدق يوليان الذى أخبرهم بضعف المقاومة وانتشار الإنقسامات بين الشعب والسلطة فى ذلك الوقت فتحركت الحملة فى 91 هج فى سفن من يوليان من ميناء سبتة ونزلت على شواطئ اسبانيا ويقال انهم تلقوا المساعدة من بعض مؤيدئ آل غيشه وقامت الحملة الأسلامية بمهمتها على أكمل وجه حيث قامت بإستكشاف بعض المدن على الحدود ومعرفة الطرق وأقضل مكان لنزول الجيش الأسلامى وتأكدوا من ضعف المقاومة ورجعوا ببعض الغنائم منها فكانت نتائج هذه الحملة مبشرة للمسلمين وللقائد موسى بن النصير الذى تأكد من صدق كلام يوليان وضعف المقاومة وبدأ يخطط لفتح الأندلس .
تجهيزات المسلمين و نزولهم أرض الأندلس:
جُهزَ الجيش المكون من ما يقارب 7000 جندى أو أكثر قليلاً معظمهم من المسلمين البربر بقيادة طارق بن زياد وتحرك الجيش فى يوم الأثنين 5 رجب 92 ه/711م من ميناء سبتة فى سفن قدمها يُليان للجيش الأسلامى ونزل على الشواطئ الأسبانية أمام جبل كالبى الذى سمى "جبل طارق"بعد ذلك وعسكر الجيش فى هذا المكان واتخذه طارق قاعده لتجميع الجيش والأنطلاق وقام طارق بن زياد بإصدار أوامر ببناء تحصينات عسكرية لحماية الجيش وفى هذا الوقت كان لوذريق يتصدى لثورات إندلعت فى شمال البلاد والتى سميت ثورات "البشنكس" فلما علم لوذريق بنزول الجيش الأسلامى الأرضى الأسبانية عادا مسرعاُ إلى طليطلة فى الجنوب لتجهيز وحشد قواته للتصدى للجيش الأسلامى الذى قام بإستكشاف المنطقة حول بحر الزقاق والسيطرة على بعض المناطق القريبة بهدف تأمين طريق للوصول إلى البحر والمحافظة على إتصاله بالأراضى الأسلامية كما أرسل طارق بن زياد فرقة عسكرية بقيادة عبدالملك بن أبى عامر التى سارت بحاذاة الساحل وقامت بفتح مدينة قرطاجنة ثم مدينة الجزيرة الخضراء وبعد تأمين هذه المدن بدأ الجيش الأسلامى بالتحرك إلى قرطبة فأرسل لوزريق جيش بقيادة أبن أخيه "بنشيو" لمواجهة المسلمين فاشتبك مع الجيش الأسلامى فى قتال خفيف إنتهى بهزيمة هذا الجيش وقتله مما زاد من قلق لوذريق الذى بدأ فى تجميع جيشه وطلب الأمدادات من أسياد القوط ومن أعوانه فجمع جيشاٌ كبيراٌ يقال أن عدده كان يترواح بين أربعين إلى مأئة ألف جندى ..
معركة وادى لكة أول معركة للجيش الأسلامى ضد الجيش القوطى :
معركة وادى لكة:
كانت المعركة الكبرى الأولى التى يخوضها المسلمون فى الأندلس وكانت معركة فاصلة فى تاريخ فتح الأندلس الذى استمر 800 عام ,بدأ لوذريق يتحرك بجيشه تجاه مدينة قرطبة لأهميتها ولموقعها المتميز المتوسط بين العاصمة طليطلة و الجزيرة الخضراء على الساحل حيث تعد بوابة للأندلس ,وعلى الجانب الأخر كان أيضاٌ قد تحرك الجيش الأسلامى ووبدأت أخبار جيش لوذريق تصل إلى طارق بن زياد وعندما علم بكثرة عدد جيشه أرسل إلى موسى إلى موسى بن النصير يطلب المدد فأستجاب له القائد بن النصير وأمده بخمسة الآف جندى بقيادة طريف بن مالك فأصبح الجيش الأسلامى يتكون من ما يقارب ال12 ألف جندى وذلك عدد ضئيل جدا أمام جيش يتكون من 100 ألف جندى
ولكن قوة إيمان المسلمين بربهم وحرصهم على الشهادة فى سبيل الله قادهم على دخول هذه المعركة رغم الفارق الكبير بين الجيشين فى عددهم وإمكانياتهم ,تابع الجيش الأسلامى الزحف بعد وصول الأمدادات تجاه قرطبة حتى وصل الى بحيرة بالقرب من شذونة ونزل على ضفة نهر صغير يسمى نهر برباط الذى كان قريبا من مدينة لكة التى سميت بإسمها المعركة وعسكر على ضفته اليمنى ,وجاء جيش القوط ونزل على ضفته اليسرى والجيش القوطى كان على يقين كبير بالنصر لكثرة عدده وعتاده حيث يقال أن لوذريق أمر بإحضار حبال لربط أسرى المسلمين بعد هزيمتهم
,وأخذ طارق بن زياد يخطب فى جيشه لرفع همته وتقويت عزيمته
, وبدأت المعركة فى يوم الأحد 28رمضان عام92هجريا
وبدأت معركة وملحمة كبرى أخرى فى التاريخ الأسلامى المشرق وبدأ قتال شديد بين الجيشين استمر ثمانية أيام ثبت فيها المسلمون وأذاقوا فيها الجيش القوطي ويلات الحرب وكان الجيش الأسلامى مسيطرا على القتال فى معظم أيام الحرب ويقال أن أبناء غيطشة الحاكم السابق الذين كانوا قادة فى جيش لوذريق قاموا بخيانته وانسحبو من القتال بجنودهم مما زاد من إرتباك الجيش القوطى وعجل بإنتصار إسلامى كبير حيث بدأ الجيش القوطى يشعر بالهزيمة المحققه وبدأ جنوده بالفرار بعد وقوع الكثير من القتلى منهم أما لوذريق فيقال أنه قام بالفرار وغرق بعد فراره فى الوحل حيث وجدت بعض متعلقاته ويقال أنه قتل فى المعركة وانتهت الحرب بإنتصار كبير للمسلمين وتحقيق الكثير من الغنائم ووتكبيد الجيش القوطى الكثير من الخسائر وبإنتهاء هذه المعركة الفاصلة بدأ عهد إسلامى فى بلاد الأندلس إستمر قرابة 800 عام حيث كانت هذه المعركة البداية لحروبٍ كبرى أخرى تمكن بها المسلمون من فتح المدن القوطية الواحدة تلوا الأخرى حتى خضعت شبه الجزيرة الأيبرية كاملة للمسلمين وأصبحت تسمى بلاد الأندلس
ونرجوا الله أن يوفقنا فى سرد المعارك التى بها لنا تمام الفتح الأسلامى للأندلس..
المصادر
ويكيبيديا ويكيبديا
قصة الأسلام
تعليقات
إرسال تعليق